Saturday, June 21, 2008

اللمبة
هذا يومي الرابع بدون ان امارس عادتي اليومية بتامل جدران الغرفة, ليس لاني لا اريد ذلك , بل لاستحالة العملية.
ففي لحظة ما قبل اربعة ايام ققرت اللمبة اللعينة التوقف عن مدي بالضوء ,بالرغم من محاولاتي في التشاور مع اللمبة على مدي ولو بعشر دقائق من النور لتامل و لو حائط واحد من حيطان الغرفة قد بات بالفشل,الى انه وفي ظل هذه الظروف الصعبة قررت بعض الخلايا الكسولة في قوقعتي التحرك لوهلة, لتبعث ببعض المؤشرات الحيوية الى اصابعي بان تحمل القلم و تبحث عن بعض الاوراق لتخط بعض الافكار المتطايرة في ظلام الغرفة.
بعد الجهود الصعب في اقناع الاصابع بان تتحامل على نفسها بكتابة بعض الاحرف على بعض الاوراق البالية , لبعض الافكار الغريبة , اكتشفت في دورها خلايا اخرى داخل هذه القوقعة عن انقطاع الروح داخل هذه الغرفة ..........لتتسائل, اين هي الجدران ,اين هي اقماع السجائر , فناجين القهوة, اين هي هذه الروح الغريبة التي كانت تلقي بي من اعلى الاماكن لارتطم بالقاع و تنتفض بي جميع الافكار لتستيقظ جميع الخلايا و تتاهب المؤشرات الحيوية ......... علاء كفى وهذه الاوصاف السخيفة !!!
قبل ايام معدودة و مرورا باحدى المحلات , تقدمت من شمعة كبيرة بلونها البني , ورائحتها كرائحة القهوة ولسبب ما قررت بان هذه الشمعة لا بد بان تتموضع عندي في الغرفة , طبعا الان و في هذه الليلة الغريبة المشحونة الى حد ما بالطاقة السرية , قررت نفسي بان هذه الشمعة هي البديل الامثل و الحل الافضل لمازقي الحقير , فالشمعة هذه تحتوي على جميع الامور التي تبحث عنها هذه الخلايا لتستبدل بما هو مفقود داخل هذه الغرفة.
رائحة القهوة , نار صغيرة تغني عن جمر السجائر ,ضوء خفيف يكفي لتامل زاوية من زوايا الغرفة , وافكار غريبة تكفي للوصول الى ما هو بعيد ...... او قريب.
غريبة هي النفس كيف ان تبدء في البحث عن البدائل للامور التي تفتقدها بالدرجة الاولى.

اصعب ما في الموضوع ان هناك بعض الامور التي لا يمكن استبدالها.

قبرص 19-6-2008